يجد العاملون في مجال "العمل الحر" ممن يبحثون عن المرونة في العمل في كافة الأوقات والأمكنة ليحافظوا على التوازن بين عملهم وحياتهم الخاصة، فرصًا متنوعة عديدة، لكن هذا الوعد بالحرية والمرونة يحمل في طياته تحديات فريدة من نوعها، حيث يتناقض نموذج الالتزامات قصيرة الأجل والقائمة على العقود مع الأمن الوظيفي والرواتب الشهرية والمزايا الصحية والتقاعدية التي يوفرها التوظيف التقليدي.
وتعدُّ التقلبات المالية سمة مميزة لاقتصاد العمل الحر، كما تواجه إدارة الدخل غير المتوقع الكثير من التحديات الصعبة. وبما أن العمل الحر يعد الشكل المحتمل للعمل في المستقبل، فيجب على جيل الألفية والجيل "زد" تطوير استراتيجيات مالية قوية للتغلب على التحديات في هذا المجال وتحقيق أقصى استفادة من الفرص المتاحة.
العمل الحر يعني دخلاً غير مستقر، وبالتالي تشكل الميزانية ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار المالي. ولذلك يجب وضع الميزانية على أساس أسوأ دخل شهري قد يحققه العامل.
ويكون وضع الميزانية بحسب النفقات الثابتة (مثل الإيجار، وخدمات المرافق، والقروض، والتأمين، ومدفوعات الديون الأخرى) والنفقات المتغيرة (مثل البقالة، والمواصلات، والوجبات، والهوايات، والترفيه)، ثم تخصيص المبلغ المتبقي للمدخرات و/أو الاستثمارات.
وهناك طريقة أخرى تتمثل باتباع أسلوب 50، 30، 20. التي تعني أنه خلال فترات الذروة والدخل المنخفض، يمكنك تغيير معدل نطاق الإنفاق وفقًا لدخلك.
سواء كنت عاملاً حرًا أم لا، لا بد لك من امتلاك صندوق لحالات الطوارئ. اسعَ لادخار ما يعادل نفقات معيشتك لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، والتي يمكن أن تمثل شبكة أمان بالنسبة لك خلال فترات انخفاض الدخل أو ظهور نفقات غير متوقعة. يمكن أن يساعدك امتلاك حساب مصرفي منفصل على إدارة أموالك المخصصة لحالات الطوارئ ومتابعتها والحفاظ عليها.
ينبغي تنويع مصادر الدخل لتحقيق المزيد من الاستقرار وتقليل المخاطر المالية. اختر "أعمالاً حرة جانبية" إضافية تكمّل عملك الأساسي، واستكشف فرص الدخل السلبي، أو ابحث عن عقود طويلة الأجل واتفاقيات توكيل لتخفيف الأعباء عنك خلال الأشهر العجاف، وهو ما قد يمنحك فرصًا جديدة للتطور والتعلم.
استفد من الأدوات والتطبيقات المالية لمساعدتك على تتبع إنفاقك وعدم تجاوز حدود ميزانيتك. تتبع أرباحك من كل وظيفة باستخدام تطبيق تتبع الدخل؛ واستخدم برامج الفواتير والمحاسبة لتبسيط إدارتك المالية.
يتسم "اقتصاد العمل الحر" بالديناميكية والتغير والتطور المستمرين. ولكي تضمن النجاح في هذا المشهد، عليك ألا تكتفي بمواكبة التطورات فحسب، وإنما ينبغي أن تحرص على البقاء في الطليعة، وذلك عبر الاستثمار في تعليمك المستمر، وشهاداتك، وأدوات مهنتك لتضمن نموك الوظيفي، إذ يمكن للمساهمات المنتظمة، مهما كانت صغيرة، أن تتراكم بمرور الوقت وتساعدك على بناء أمنك المالي خلال السنوات القادمة.
إن الآراء الواردة في هذه الحلقة مخصصة لأغراض المعلومات العامة والتثقيف فقط، ولا تُعد نصيحة مالية أو استثمارية أو قانونية أو ضريبية. ينبغي على المستمعين الحصول على استشارة مستقلة من مختص مؤهل قبل اتخاذ أي قرارات مالية. لا يتحمل بنك الإمارات دبي الوطني ش.م.ع. أي مسؤولية عن أي خسارة قد تنشأ نتيجة الاعتماد على المحتوى الذي تم مناقشته.
تعلم حول
الاستثمار